كنت أتلهف شوقا لمعرض الكتاب هذا العام وأحصي الأيام والساعات في انتظاره وأحلم بمشاهدة الكتب أمامي أتخيلها هضاب تكسوها بساتين وأنا أسير في وادي أقتطف منها ما يروق لي .... أحلم برؤيتها بلمسها , بقراءتها....
حتى جاءت اللحظة الحاسمة.....
دخلت المعرض وأنفاسي تتسابق لأفوز بغنيمتي الكبرى ولكن ما ان وقعت عيناي على الكتب حتى انتابني شعور بالحيرة : من أصطحب معي ؟
ولم يلبث هذا الشعور أن تحول الى شعور غريب : شعور بالجفاء
نعم جفاء بيني وبين الكتاب الورقي .... غالبا بسبب التقنيات الحديثة التي طغت على حياتنا وحولتنا الى ما يشبه الآلات
نعم .... لقد فقدت جليس طيب وهو الكتاب
وشرعت أتذكر ذكريات الطفولة والشباب عندما كان الكتاب هو الصديق المخلص
تذكرت ليالي الشتاء الباردة التي كان الكتاب يغمرها بالدفء مع مشروب لذيذ
تذكرت فرحتي بكتاب جديد أتأمل غلافه بعيناي , أتصفح أوراقه بأناملي , أشم رائحته بأنفي , أقرأ منه فيسري الى عقلي وروحي
عذرا كتابي فقد هجرتك وتركتك على الرف يغمرك الرف يغمرك التراب
عذرا
هذا هو المقال الأول لي في مسابقة الصحافة