لا تخذلي احلامك .!
في الحياه كلنا بيكون عندنا امنيات واحلام .. وساعات كثير تعدي السنين ونحن متخيلين ان الغد سوف ياتي الينا..حاملا بين طياته تحقيق تلك الاحلام ...لكن الايام تمضي وربما السنوات ونحن علي اعتاب احلامنا ننتظر..!!
وعندما تمضي السنون بدون تحقيق احلامنا نبدء في سرد الاسباب التي ابعدتنا عن تحقيق احلامنا ربما كان ذلك السرد حقيقي وموضوعي وربما كان غير حقيقي .. فبعضنا يري الحقيقه ثقيله علي نفسه مؤلمه لمشاعره .. قد لا يمكنه مواجهتها والاعتراف بها .. وبعضنا لا يعرف كيف يستخرج من داخله الاسباب الحقيقيه لعدم تحقيق احلامه وهل كان هو سببا في ذلك ام انها عوامل اخري .. وهل تم وادها بارادته وتدبيره ام غير ذلك ...علي ايه حال فان مواجهه النفس ليست امرا هينا علي الجميع... فهي من الامور المؤلمه .... لكننا مهما كان الالم علينا ان نكون صادقين في تقييم امورنا والبحث عن اسباب خيباتنا او احباطاتنا في تحقيق احلامنا ... ومواجهه انفسنا ....
..كثيرا ماننسي اننا كنا سببا في البعد عن احلامنا لسبب اواخر وكثيراً ايضاً ما تعترينا حالات من التشويش فنتخذ القرارات الخاطئه والتي تبعدنا عنها ايضا..كثيرا ما نفشل في ترتيب الاولويات وتنظيم احتياجاتنا بل وربما فقدنا مانملك من بعد النظر في الحكم علي امورنا..ولذلك فاننا عندما نتحدث عن احلام المراه والتي غالبا ما تتقهر للخلف امام حلم الاسره والابناء ... حلم الزواج ...والعش الهادئ ... وتكوين الاسره ...علينا ان نطمئنها ان جعلت منه اولي اهتماماتها .. فهو حقا يستحق والزوج يستحق والابناء يستحقون .. انت ايضا تستحقين ان تجعلي منه اول احلامك .. دون صراعات نفسيه ودون اضطراب ...قومي به وانت هادئه ودعي كل شئ غيره وانت علي يقين ان قرارك صحيح واعلمي ان ذلك سوف يتيح لك الفرصه للخوض في غيره من الاحلام فور انتهائك من ارساء قواعده اولا ثم تبدئين في تخقيق بقيه احلامك .. .. زكري نفسك دوما بان بقيه احلامك سوف تاتي بعده بقليل فان ذلك يمدك بالثقه في النفس والمستقبل والاطمئنان لحاضرك والاستمتاع به دون التشتت والتخبط ....
ان حلم الزواج هو بالطبع اول احلامنا نحن النساء .. ولاننا نعتبره الاول فقد ينزوي خلفه مايليه من اهتمامات .. بل وقد يبدو الكثير منها بلا اهميه .. مثل العمل وتحقيق الذات .. وتنميه قدراتنا وخبراتنا وغيرها الكثير من احلامنا .. ولايبقي امامنا سوي الحلم الابدي والاهم وهو الزواج ..وما ان يتحقق حتي تبرز احلامنا وتبدء في الافصاح عن وجودها الواحده تلو الاخري....... خاصه اذا لم تجد الفتاه الصوره الحالمه والرومانسية من الزواج .. فالزواج كما هو رومانسيه هو مسؤوليه وبناء .. نعرف جميعنا ذلك وقد راينا امهاتنا واخواتنا وهن يعبرن الي ذلك الطريق مخلفين خلفهم احلاما وامنتيات لم تتحقق ..لكننا نتغافل ..!
لكن اتخاذ مثل ذلك القرار في عالم يضج بالمتغيرات يتبعه العديد من النتائج ...فان كان نتيجه ذلك الرضا والاكتفاء ببناء صرح الاسره فبها ونعمت وان لم يكن فانت علي مشارف صراعات نفسيه قد تودي بك الي العديد من الامراض ..ان قصه الاحلام المبتوره بسبب الزواج عديده رايناها مرارا لكننا نتغافل عنها وننساها فيبدو بناء الاسره وما فيه من متعه وسعاده وعطاء واجر امرامؤلما.... فلا بيت بنينا ولا نفس صفت لذا علينا ان نعي ذلك جيدا ..!
في خطواتنا نحو الزواج كثيرا ما نغفل جانب المسؤوليه والبناء .. وحتي من لا تغفل ذلك ربما وجدت اشياء اخري في الزواج تجعل منه حلما منقوصا .. لايهم نوع النقص الذي وجدته فليس هذا موضوعنا اليوم .. او حتى ان لم تجد نقصاً.. فلنعلم منذ البدايه ان حلم الزواج هو واحد من الاحلام وليس كلها .. وهو اهمها وارقاها... لكنه يظل في حقيقته واحدا منها .. نعم واحدا فقط وليس الكل ..
ولذلك قبل ان نبدء في البحث عن بقيه الاحلام التي توارت وانزوت من قبل ..علينا ان نعرف نحن النساء ان تحقيق حلم الزواج ليس معناه التضحيه بالاحلام الاخري .. وان حياتنا طويله باذن الله وتحتوي العديد من المراحل التي تستوعب الكثير من احلامنا فقط تخيلي ان الدنيا بوفيه مفتوح وانك دخلتي ذلك البوفيه .. فماذا عليك فعله في هذا البوفيه عزيزتي الفتاه ..علينا اولا ان نعرف مالذي يضمه ذلك البوفيه .. ايضا علينا ان نثمن مافيه .. كل صنف علي حدا .. وان نعرف ان كان يناسبنا تذوقه ام لا فقد تكرهين بعض الاطعمه وتحبين البعض الاخر .. المهم ان ننتقي مافيه الفائده لصحتنا وهكذا ..
لذلك علينا ان نرتب اولويات ما نحتاجه في البدايه ثم ما يليه وهكذا ..وان نعرف ماهو المهم وما هو الاهم وكيف نفاضل بينهما.. وان نعي جيداً نتائج كل اختيار .. ان اعمال العقل في شئوننا الهامه هو عملنا الاساسي الذي خلقنا له وهو الذي سوف يترتب عليه سعادتنا ورضانا عن ذاتنا وعمن حولنا وهو الذي سوف يضعنا علي الطريق الصحيح في اولي مراحل حياتنا فتأتي بقيه المراحل تباعا لذلك التنظيم وهذا الاختيار ..
لذاعليك عزيزتي ان لا تدعي المغريات تاخذك بعيدا عن ميولك وطباعك وما يناسبك ويناسب صحتك ولكن كيف لنا بذلك الاختيار الصحيح وذلك الترتيب والتنظيم ؟
لكي تصلي عزيزتي لذلك التفكير المنظم والاختيار الجيد عليك اولا ان تعرفي ذاتك جيدا .. وان تعرفي. ماحولك .. وماهي معطياتك المتاحه لديك او في المستقبل يجب ان تعلمي الكثير.. ولن تستطيعي معرفه ذلك الا اذا كانت لديك بعض الادوات له ..والادوات عزيزتي هي القراءه والاطلاع والسفر والرحلات والتعرف علي الحياه حولك والتفاعل مع البشر.... والتعلم المستمر .. ولان الدنيا ايضا هنا تشبه البوفيه المفتوح .. فقد تختارين كتبا في التاريخ وقد تختارين كتبا في العلوم ..وقد تختارين رحلات وسفر قريب او رحلات وسفر بعيد ..
ان اختياراتنا لادواتنا هنا ايضا تتوقف عليها نتيجه معرفتنا ونوعها وهكذا في كل الادوات تخيري عزيزتي مايناسبك منها واعلمي ان ذلك سوف يصقل عقلك ووعيك ويعطيك القدره علي ترتيب اولوياتك وتحقيق احلامك فالحياه طويله ومراحلها عديده واحلامنا غاليه تستحق ان نسعي اليها جاهدين دون توتر او الم ..
اذا لاتنسي احلامك وحققيها بوعي وفهم وترتيب وتنظيم وفق اولوياتك وأولويات زوجك واسرتك ولاتخذلي نفسك ولا تخذلي احلامك ... فالسنوات تمر تباعا وللطموح والامال موعد لتحقيقها فقط كوني واعيه ان الدنيا مفتوحه وتضم الكثير من الامنيات والاحلام والامال ..انتقي منها مايناسبك دون تشتت ودون خذلان ..واعلمي ان التوفيق بيد الله سبحانه..حقق الله احلامنا قي الخير والتقدم والرفعة.
د. خديجه سليمان حسن حبشي