السرعات العاليه
قاد سقوط التفاحه نيوتن إلي إكتشاف الجاذبيه الأرضيه ، وعليه وضع قوانين الحركه ؛ التي تفسر حركه الأجسام وسرعته علي الارض ، ولكنه عندما حاول ان يطبق هذه القوانين علي الكواكب والنجوم ليفسر حركتها أخطأ ؛ ذلك ان الأجرام السماويه تسير بسرعات عاليه جداً ، لا تلائمها القوانين الارضيه .
كذلك هي حياتُنا تعترضُها أهدافٍ تسير بسرعاتٍ عاليهٍ جداً ، ونريد إدراكها بسرعاتنا الضغيره ؛ فيعترينا الغضب والحزن والأحباط لعدم إدراكها ، أو نلجأ لطرقٍ خاطئهٍ لإدركها .
ولأوضح كلامي اليكم التالي.
يعلم بعض الأباء القدرات العقليه لأبنائهم حيث أنها تسير بسرعات صغيره ولايعترفون بهذا ؛ فيرغمون أبنائهم علي دخول الأقسام العلميه حيث العقول ذات السرعات العاليه ، فهم وتحليل وإدراك علاقات وحل مشكلات ؛ فكان الفشل للأبناء ، والأحباط والخيبه للأباء أو الغش لتحقيق الهدف .
أخطأنا عندما اعتمدنا النموذج الأمريكي أو الغربي بصفه عامه كنظام حياة ؛ التي يسير بسرعات عاليه جداً بالنسبه للبعض منا ؛ حيث الموارد المحدوده ؛ والتي لا تقوي علي تحقيق الهدف ؛ فكان عدم الرضا والسخط بما لدينا ، والحسد والحقد لمن يمتلك ، أو السرقه والرِشوة لبلوغ الغايه .
حتي بعض علماؤنا أخطأوا عندما حاولوا أن يدركوا الوجود الإلهي بعقولهم رغم أن عقولهم تعمل بسرعات عاليه بعكس الأُناس العاديين ؛ إلا إنها سرعات متناهية الصغر لإدراك الوجود الإلهي ؛ فكان إنكار وجود الله والإلحاد والكفر .
والأمثلة كثيره ولعل هذا من أحد أسباب تغير طباعنا وتحولها للأسوء فنحن نسير بسرعات بطيئه وما نتمناه لأنفسنا يسير بسرعه البرق , وبدلاً من العمل والكد والأجتهاد لزيادة سرعتنا وتحقيق أحلامنا ، إنصرفنا إلي التواكل والحسد وبرامج المسابقات أو السرقه والرِشوه
وأقول علينا أن نعمل علي زيادة سرعاتنا والإنتقال بها من سرعة لإخري حتي نحقق أهدافنا ولا نمل من بطء الحركه ، وتذكر دائما أن السلحفاة رغم بطء حركتها هي من فازت بالسباق .