جفونى يجافيها النوم في الساعات اﻷولى من السنه الجديده...وأعضائى يبدو انها قد أصابها شلل ؛فلايمكننى حتى القيام من مرقدى ..فلماذا انا أستطيع النوم علي سرير وتحت غطاء وفي غرفه اخترت ان أغلق بابها خوفها من ان يزعجنى البرد ليلا ويوقظنى من سباتى العميق ...وهناك من حرم من غطاء فقط لجسده..وأصبح محرما عليه ان يحلم بباب مغلق عليه...وتلحف بالعراء
لماذا انعم بهذا الامان وهذه الطمأنينه ...وهناك فتاة تنام مفتوحة عينيها رعبا وفزعا من ذئب بشري يفتح عليها باب الزنزانه وينال منها اقل مايناله صفعة علي وجهها الرقيق !لماذا أدخل انا غرفة اولادى قبل نومهم وأقبلهم وأنسي حتى أن أحمد ربي علي نعمة وجودهم في حياتى ،وهناك أما لا تنام من فرط حزنها علي ابنها الذى خرج علي قدميه حاملا اوراقه ومذكراته فعاد اليها حاملا في صدره الرصاص ...
هل في حياتى مايستوجب هذه الراحه ...هل لدى قضية تتطلب منى النوم لكى اكملها في الصباح ؟!
نعم هناك في الحقيقه قضايا خطيرة وشديدة الاهميه ...
فأنا انام لكى استيقظ متلهفه علي عمل ساندوتشات الصباح وغسل الاطباق وتحضير الغداء فهذا قمة شقائي
بالاضافه الي معاناة عمل الهوم وورك مع ابنتى والضجر من صراخ ابنى وشجارهمامعا طوال اليوم...
انها حقا حياة ثريه ..
ومما يزيدها ثراءا بضع ساعات علي الفيس بوك اشعر خلالها بالأسي والحزن تارة
وتارة اخري بالمرح والدعابه من خلال فيديو ساخر يعبر عن الواقع...ياللمعاناة!
والأصعب من ذلك هو نهاية الاسبوع ..كم هو يوم عصيب ..وطقوسه حقا لا تحتمل ..فهي تتنوع مابين تناول الغداء في واحد من الفوودكورتز الشديدة الزحام والمسارعة والتسابق علي طوابير الأكل ...وبين اللف في احد المولات اثناء التخفيضات الغير منتهيه ...انها حقا حياة صعبه ...كيف احتمل هذه المعاناه ..كم انا صبورة !
هل هذه الحياة التى من أجلها تركت أخواتى في بلدى يضربن ويسحلن وتنتهك حرماتهن
هل هذه الحياة أغلي من حياتهن ؟!لا والله بل هن أغلي وعند الله أعلي
ماذا فعلت لهن او حتى لنفسي !
ماذا قدمت لهن او حتى لحياتى ..وهن يقدمن لي ولأولادى حياتهن ومستقبلهن ..ويضحين من أجلي براحتهن وبسعاده ظننت انا انها ابديه ..وعلمن هن انها وهميه
هل ارضى نفسي ببضع ايات من القرءان احفظها ولا اعمل بها ؟!ام بالقليل من الركعات التى انتهى منها لا اشعر متى بدأت ولا كيف انتهيت منها ؟!
لا والله ..فهناك الكثير والكثير لم افعله ...بل انى لم افعل شيئا قط ...
ادعو الله في هذه البدايه ..لعلها تكون حقا بدايه..ان ييقظنى ومن مثلي من غفلتنا..ويصلح بنا ويعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا