٢- التوحد من الالف الي الياء

التوحد من الالف الي الياء

٢- ان الكثير من الاسر تنشغل عن اكتشاف التوحد لدي اطفالهم بسبب ان الاطفال منشغلون بمشاهده التلفاز ربما طوال اليوم .. وربما انفضوا من مشاهده التلفاز الي مشاهده الايباد والتابلت وغيرهم من مستحدثات التكنولوجيا التي تظهر كل يوم .. فيظل الطفل مشدوها اليها ساكنا بل ربما صامتا... وقد لا تري الام في ذلك امرا غريبا بل ربما استحسنت ذلك الهدوء منه وتلك السكينه التي هو فيها مستغرق دون ان تدري ان الطفل لا يعبا بما يشاهده ولا يعبا ايضا بما يدور حوله وانه في واد اخر هو التوحد .. ذلك الغول الذي يباغتنا ويخطف بهجه صغارنا فاذا بهم في نهايه العام الثاني وبعد ان كانوا يلعبون ويمرحون ويتكلمون العديد من الكلمات فاذا بكل هذه القدرات والمهارات وقد بدات في الاختفاء والتراجع يوما بعد يوم واذا بهم لا يستطيعون حتي تذكر كلماتهم التي كانوا ينطقونها .. واذا بالاهل ينادونهم فلا يستجيبون وكانهم لايسمعون .. فتبدء الاسره في القلق من ان الطفل قد اصيب بالصمم .. فيسارعون باصطحاب الطفل الي طبيب الاذن .. فيطمئنهم بان الطفل يسمع والحمد لله .. ومن المتابعه للطفل يجدونه يسمع احيانا ولا يسمع احيانا اخري .. وتبدء الملاحظات للطفل فاذابالكثير من السلوكيات الغريبه مثل ( انه لا يبتسم اذا ابتسمت له .... ولا يشير الي العابه واشياؤه ....وانه لا يهتم او ينجذب للعب مع الصغار الذين هم في مثل عمره .. وانه يرفض البقاء مع الناس حوله ......وانه يلعب بالالعاب بطريقه مختلفه وانه يميل الي الروتين فيصف الاشياء جنبا الي جنب ..وانه لا ينظر بعينيه في عيون الاخرين .. ويشيح بوجهه عنهم .. فاذا بالاسره وقد بدات رحله شاقه للبحث عن تفسير لما لاحظوه ..!
وربما زادت تلك الاعراض السابقه بظهور اضطرابات في النوم وفي الطعام ومص الاصبع واكل ما هو ملقي علي الارض .. بحانب العنف والصراخ الدائم والقاء الاغراض ..كما تبدو لدي البعض حركات متكرره مثل الرفرفه باليدين والمشي علي رؤوس اصابع القدمين ..
هذه الاعراض السابق ذكرها ان وجدت ربما يسرت تشخيص التوحد نظرا لكثرتها ووضوحها الا انه في كثير من الاحيان لا تكون هذه الاعراض جميعها مجتمعه بل يكون القليل منها بل ربما اقل القليل .. فيؤدي ذلك الي تاخر اكتشاف التوحد .. وعدم الاسراع بتقديم الدعم اللازم للطفل بالتدخل المبكر بالتدريبات التي تنمي المهارات والقدرات من جديد .. بحانب عمل حميه للطفل تسمي حميه الكازيين والجلوتين واعطاؤه المكملات الغذائيه اللازمه .. وابعاد الاكلات الضاره التي تحتوي علي المواد الحافظه ومكسبات الطعم واللون والرائحه وكذلك الشيبسي والبيبسي واللحوم المصنعه مثل الهامبرجر والناجتس وكذلك الاندومي والحلوي .. كل ذلك تحت اشراف طبييب التغذيه ..وطبيب التوحد المختص ..
ان مشكله التوحد ليست مشكله دوله بعينها فكل الدول العربيه تعاني قصورا في تشخيص وعلاج التوحد ... ايضا هي ليست مشكله الاسر التي لديها هؤلاء الاطفال وحدهم بل هي مشكله مجتمعاتنا جميعها والتي يجب ان تتكاتف حكومات وافراد مسؤولون ومتطوعون لايجاد حل ول فوريه فهؤلاء الاطفال اصبحوا عددا لا يستهان به ومن حقه الرعايه والاهتمام اسوه بغيره من الاطفال خاصه في سنواته المبكره وفور اكتشاف التوحد بالتدخل المبكر الذي هو افضل طرق العلاج التي اثبتت جديتها وفاعليتها في تحسين حاله هؤلاء الصغار ..
فمالذي يتوجب علي الاسره ان تقوم به في حاله وجود طفل لديها مصاب باضطراب التوحد ؟؟. خديجه حبشي ٩/٢/٢٠١٥